الشعائر والمشاعر




    قال تعالى :
((حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) الحج


 شَعَائِرَ :


(شعر) شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً الأَخيرة عن اللحياني كله عَلِمَ وحكى اللحياني عن الكسائي ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان وحكي عن الكسائي أَيضاً أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله قال وهو كلام العرب ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ قال سيبويه قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة
وفي التنزيل وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون أَي وما يدريكم وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى وشَعَرَ به عَقَلَه وحكى اللحياني أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه وأَشْعَرْتُ به أَطْلَعْتُ عليه وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له وشَعِرَ إِذا ملك
وتقول للرجل اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً غَشِيَهُ به ويقال أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً والشِّعْرُ منظوم القول غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع والعُودُ على المَندَلِ والنجم على الثُّرَيَّا ومثل ذلك كثير وربما سموا البيت الواحد شِعْراً حكاه الأَخفش قال ابن سيده وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على تسمية الجزء باسم الكل كقولك الماء للجزء من الماء والهواء للطائفة من الهواء والأَرض للقطعة من الأَرض وقال الأَزهري الشِّعْرُ القَرِيضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها والجمع أَشعارٌ وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ وقيل شَعَرَ قال الشعر

الشَّعارُ مكان ذو شجر والشَّعارُ كثرة الشجر وقال الأَزهري فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر ورَوْضَة شَعْراء كثيرة الشجر
والمَشاعر كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار قال ذو الرمة يصف ثور وحش يَلُوحُ إِذا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر قال أَبو حنيفة وإِن جعلت المَشْعَر الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ والشَّعْراء الشجر الكثير والشَّعْراءُ الأَرض ذات الشجر وقيل هي الكثيرة الشجر قال أَبو حنيفة الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ

والشِّعارُ ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ وفي المثل هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ يصفهم بالمودّة والقرب وفي حديث الأَنصار أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ

الشِّعارُ العلامة في الحرب وغيرها وشِعارُ العساكر أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه وفي الحديث إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الغَزْوِ يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب

والإِشْعارُ الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة وأَنشد لكثيِّر عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها أَدمياها وطعناها وقال الآخر يَقُولُ لِلْمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ لا تَجْزَعَنَّ فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وفي حديث مقتل عثمان رضي الله عنه أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به وأَنشد أَبو عبيدة نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ بها يُتَقَرَّبُ وفي حديث الزبير أَنه قاتل غلاماً فأَشعره وفي حديث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك فصار له كالطعنة في البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ والشَّعِيرة البدنة المُهْداةُ سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات والجمع شعائر وشِعارُ الحج مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله جمع شَعيرَة وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك ومنه الحديث أَن جبريل أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم بالتلبية فإِنها من شعائر الحج والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ

   قال تعالى :
((يآ أيها الذين ءامنوا لا تحلوا شعآئر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلآئد ولآ ءآمين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)) المائدة

القلائد ( قلد ) قَلَد الماءَ في الحَوْضِ واللبن في السقاء والسمْنَ في النِّحْي يَقْلِدهُ قَلْداً جمعه فيه وكذلك قَلَد الشرابَ في بَطْنِه والقَلْدُ جمع الماء في الشيء
القِلادَة ما جُعِل في العُنُق يكون للإِنسان والفرسِ والكلبِ والبَدَنَةِ التي تُهْدَى ونحوِها وقَلَّدْتُ المرأَةَ فَتَقَلَّدَتْ هي قال ابن الأَعرابي قيل لأَعرابي ما تقول في نساء بني فلان ؟ قال قلائِدُ الخيل أَي هنَّ كِرامٌ ولا يُقَلَّدُ من الخيل بلا سابق كريم وفي الحديث قَلِّدُوا الخيلَ ولا تُقَلِّدُوها الأَوتارَ أَي قَلِّدُوها طلبَ أَعداء الدين والدفاعَ عن المسلمين ولا تُقَلِّدُوها طلب أَوتارِ الجاهلية وذُحُولها التي كانت بينكم والأَوتار جمع وِتر بالكسر وهو الدم وطلب الثأْر يريد اجعلوا ذلك لازماً لها في أَعناقها لُزومَ القلائد لِلأَعْناقِ وقيل أَراد بالأَوتار جمع وَتَرِ القَوْس أَي لا تجعلوا في أَعناقها الأَوتار فتختَنِقَ لأَن الخيل ربما رعت الأَشجار فَنَشِبَتِ الأَوتارُ ببعض شُعَبِها فَخَنَقَتْها وقيل إِنما نهاهم عنها لأَنهم كانوا يعتقدون أَن تقليد الخيل بالأَوتار يدفع عنها العين والأَذى فيكون كالعُوذةِ لها فنهاهم وأَعلمهم أَنها لا تدفع ضَرَراً ولا تَصْرِفُ حَذراً
قَلَّدَه قِلاداً وتَقَلَّدَها ومنه التقلِيدُ في الدين وتقليدُ الوُلاةِ الأَعمالَ وتقليدُ البُدْنِ أَن يُجْعَلَ في عُنُقِها شِعارٌ يُعْلَمُ به أَنها هَدْي قال الفرزدق حَلَفتُ بِرَبِّ مكةَ والمُصَلَّى وأَعْناقِ الهَديِّ مُقلَّداتِ وقَلَّدَه الأَمرَ أَلزَمه إِياه وهو مَثَلٌ بذلك التهذيب وتقلِيدُ البدَنَةِ أَن يُجْعَلَ في عنقها عُرْوةُ مَزادة أَو خَلَقُ نَعْل فيُعْلم أَنها هدي قال الله تعالى ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ قال الزجاج كانوا يُقَلِّدُون الإِبل بِلِحاءِ شجر الحرم ويعتصمون بذلك من أَعدائهم وكان المشركون يفعلون ذلك فأُمِرَ المسلمون بأَن لا يُحِلُّوا هذه الأَشياء التي يتقرب بها المشركون إِلى الله ثم نسخ ذلك

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إياكم وثلاثة زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم فأما زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم وإن زل فلا تقطعوا عنه آمالكم وأما جدال منافق بالقرآن فإن القرآن منار كمنار الطريق فما عرفتم فخذوه وما أنكرتم فردوه إلى عالمه وأما دنيا تقطع أعناقكم فمن جعل الله فى قلبه غنى فهو الغنى) (الطبرانى فى الأوسط عن معاذ)


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة وارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار وعليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل) (أحمد ، والبخارى فى الأدب)




 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عبد الله بن عمر  رضي الله عنهما - : قال : صَعِد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، فنادى بصوت رفيع ، فقال : (يا معشرَ مَنْ أسلم بلسانه ، ولم يُفْضِ الإِيمانُ إِلى قلبه ، لا تُؤذُوا المسلمين ، ولا تُعَيِّرُوهم ، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ من تَتبَّع عورة أخيه المسلم ، تَتبَّع الله عورتَه ، ومَن تتبَّع اللهُ عورَتَهُ يَفْضَحْهُ ولو في جوف رَحْلِهِ، قال نافع : ونظر ابنُ عمرَ يوما إِلى الكعبة ، فقال : ما أعْظَمكِ وأَعظمَ حُرمتكِ، والمؤمن أعظمُ حرمة عند الله منكِ ). أخرجه الترمذي.

 عَنْ مُوسَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ عَمْرٍو السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: (اعْلَمُوا أَنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، كَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا)







طوق الحمامة

(اتخذ زوجَ حمامٍ يؤنسك) (الطبرانى عن عبادة قال شكا رجل للنبى  - صلى الله عليه وسلم -  الوحشة فذكره) (المناوى) ابن حزم الأندلسي هو ...