عبد الغني النابلسي
(
أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها ** طربا وفي العلياء باز أشهب )
لا تلمني إن السماع يقيت ** وهو يحيي
بطيبه ويميت
وهو باب لبيت سر عظيم ** بيت حق جداره
التثبيت
نفحات من الغيوب تبدت ** بث مسك منه
لدينا حتيت
وعلى الجاهلين ريح كريه ** فائح منه
عندهم كبريت
والذي عندهم هزار وبوم ** لم يغيره
منهما التصويت
حيوان في الطبع لا إنسان ** وهو حي وفي
الحقيقة ميت
حبذا حبذا سماع الأغاني ** والنشيد
الذي إليه دعيت
تتثنى به الرجال انطرابا ** كغصون لها
الصبا قال هيت
سيما والدفوف منطرقات ** والمزامير ما
لها تفويت
وفم الناي نافخ بثنايا ** منه لاح
المحيي بنا والمميت
إن السماع سماع الناي والوتر ** يسقي أراضي نفوس الناس كالمطر
فإن يكن في النفوس الخبث أنبته **
وبالشقاء له نوع من الثمر
وإن يكن في النفوس الطيب فاح له ** بين
البرية ريا عنبر عطر
فاكشف بعقلك عما أنت فيه وكن من التباس
أمور النفس في حذر
وكل من قال بالتحريم مقصده ** تحذير ذي
الخبث من مستحكم لشرر
ومن يقل فيه بالتحليل فهو على ** إرشاد ذي الطيب للتذكار
والفكر
ومقصد الكل في الإسلام منفعة **
حاشا بأن يقصدوا للناس من ضرر
ولا تسىء في الورى ظنا بجهلك من ** حاز الكمال وعنه
كنت في قصر
أقم على نفسك الميزان معترفا ** بالجهل عن كل من لم تدر في البشر
فإن لله في طي الوجود على ** مر الزمان زكيات
من الفطر