حاديَ العشّاقِ


                                                                     




قصيدة لسيدي أبي مدين الغوث


تضيقُ بنا الدنيا إذا غبتُم ُعنا*** وتَذهَبُ بالأشواقِ أرواحُنا منّا

فبُعدُكُمُ موتٌ وقُربكُم حيا *** فإن غبتموا عنّا ولو نفساً متنا

نموت ببعدِكمُ ونحيا بقُربكم *** وإن جاءنا عنكم بشيرُ اللقا عشنا

ونحيا بذكراكم إذا لم نراكمُ *** ألا إنَّ تذكارَ الأحبَّة ينعشُنا

فلَولا معانيكمُ تراها قلوبُنا *** إذا نحنُ أيقاظٌ وفي النوم إن غبنا

لمتنا أسى من بعدكم وصبابةً *** ولكنَّ في المعنى معانيكُم معنا

يحرُكنا ذكر الأحاديث عنكمُ *** ولولا هواكُم في الحشا ما تحرَّكنا

فقُل للذي ينهى عن الوجد أهلهُ *** إذا لم تذُق معنى شرابِ الهوى دعنا

إذا اهتزَّت الأرواح شوقاً إلى اللقا *** ترقصت الأشباح يا جاهلَ المعنى

أما تنظرُ الطير المقفَّصَ يا فتى *** إذا ذكر الأوطان حنَّ إلى المغنى

يُفَرّجُ بالتغريد ما بِفُؤادهِ *** فتضطرِبُ الأعضاءُ في الحسّ والمعنى

ويرقصُ في الأقفاصِ شوقاً إلى اللقا *** فتهتزُّ أربابُ العقولِ إذا غنى

كذلكَ أرواحُ المحبّينَ يا فتى *** تهزِّزها الأشواقُ للعالمِ الأسنى

أتلزمُها بالصبرِ وهي مشوقةٌ *** وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى

إذا لم تذُق ما ذاقتِ الناسُ في الهوى *** فباللَهِ يا خالي الحشا لا تعنّفنا

وسلّم لنا فيما ادعينا لأننا *** إذا غلبت أشواقُنا ربَّما صحنا

وتهتزُّ عند الإستماع قلوبُنا *** إذا لم نجد كتم المواجيد صرّحنا

وفي السرِّ أسرارٌ دقاقٌ لطيفة *** تراقُ دمانا جهرةً إن بها بحنا

فيا حاديَ العشّاقِ قم واحد قائماً *** وزمزم لنا باسم الحبيب وروحنا

وصن سرَّنا في سكرنا عن حسودنا *** وإن أنكرَت عيناك شيئاً فسامحنا

فإنّا إذا طبنا وطابت عقولُنا *** وخامَرنا خمرُ الغرام تهتَّكنا

فلا تلم السكران في حالِ سُكرهِ *** فقد رفع التكليف في سُكرِنا عنّا




طوق الحمامة

(اتخذ زوجَ حمامٍ يؤنسك) (الطبرانى عن عبادة قال شكا رجل للنبى  - صلى الله عليه وسلم -  الوحشة فذكره) (المناوى) ابن حزم الأندلسي هو ...